ضمن الفعاليات المصاحبة لمعرض «التواقيع والرقاع» الذي ينظمه مركز دبي لفن الخط العربي، في ندوة الثقافة والعلوم، عقدت أمس الأول ندوتان، الأولى قدمها الخطاط الدكتور جواد الزيدي بعنوان «من التبسيط إلى التزويقية.. التضايف الخصائصي لخط التواقيع»، والثانية قدمها الخطاط الدكتور حسين علي جرمط بعنوان «المرجعية الفلسفية والجمالية لخط الرقاع في الفن الإسلامي».
أوضح الزيدي أن التطورات التي تجلت في مسيرة «خط التواقيع» توصف بأنها ناتجة عن الإرث التراكمي للنوع الفني؛ من فترة الإصلاحات الأولى التي طرأت عليه فيما عرف ب«الإعجام والشكل»، وصولا إلى تعديلات أكثر جوهرية تلامس مفهومه الشكلي والدلالي اقتراناً بالخطوط الأولى أو الأقلام المتعددة، وانشطارات كل منها إلى أن وصلت إلى عشرات الأنواع من حيث الشكل والتسمية والأغراض التي مثلتها.
وبين الزيدي خصائص «خط التواقيع» وتحولاته عبر العصور منذ يوسف الشجيري مكتشف هذا الخط وأول من كتب به، مرورا بابن مقلة في القرن الثالث الهجري؛ وصولا إلى حمد الله الأماسي في القرن الثامن الهجري.
في الندوة الثانية تحدث جرمط عن اعتماد الخط العربي فنيا وجماليا على قاعدة خاصة تنطلق من تناسب الحروف مع بعضها، مشيراً إلى أن خط الرقاع قد شكل نقلة نوعية في تاريخ الخط العربي، بعد أن اختزلت الخطوط العربية الكثيرة على يد الخطاط البغدادي المتوفى عام 696 ه، وسميت ب«الأقلام الستة»، وكان خط الرقاع واحداً منها، الأمر الذي يشير إلى محاولات الخطاط العربي لإنتاج الأفكار والأعمال الأصيلة التي ترسخت بها أصول وقواعد الخط، حيث وجد أن القواعد تحتاج إلى أسلوبٍ جديد في الأداء ليضيف إلى جمال بنيتها جمالاً من خلال تفاصيل حروفها وتناغم عناصرها، بما في ذلك خط الرقاع، الذي نجد أن غالبية حروفه مختصرة وصغيرة ويكثر فيها التقوير، وهذا ما أكسبه طابع الليونة التي أضفت عليه الحيوية والاستمرار، كما أن حركة قلمه في الكتابة أكثر حيوية وسرعة من خطي الثلث والتواقيع، ولهذا فإنه من الخطوط التي اعتمدت على القدرات الشخصية الذاتية والموضوعية والمهارية للخطاط.
Copyright © 2019 artsgulf.com All Rights Reserved.
جميع الحقوق محفوظة لـ ترانا لتقنية المعلومات