يفتتح في السابعة مساء الثلاثاء الموافق 7 نوفمبر بالمركز الثقافي الفرنسي بسلطنة عمان، وبحضور معالي السفير المصري صبري مجدي صبري، والفاضل جان بول غنيم قائم بالأعمال بالإنابة في سفارة فرنسا لدى سلطنة عمان وبحضور نخبة متميزة من أساتذة النحت والتشكيل والفنون وبعض الفنانين التشكيليين البارزين في السلطنة، معرض فنتازيا 2 للفنان الدكتور حسين عبد الباسط أستاذ النحت المساعد بكلية التربية جامعة السلطان قابوس، ويقدم فيه 2 عملا متنوعا، ويفتح المعرض أبوابه للجمهور حتى يوم 27 نوفمبر الجاري.
وحول معرضه يقول الدكتور حسين عبد الباسط :يضم المعرض 25 عمل نحتي متنوع بين المسطح والمجسم في أطار المعالجات الهندسية والعضويةو بأفكار ترتبط بالفنتازيا الخيالية التي تعبر عن اهتمامات الفنان والتي ظهرت في مراحل أعماله المختلفة من مشواره الفنى، وقد حاول أن يبحث فيها عن لغة شكلية جديدة ترتبط بتكوينه الفني الذي تم صقله بالتقنية و التشكيل ساعيا الي خلق علاقات جمالية يكتمل فيها الشكل والمضمون في أطار علاقات مركبة ظهرت في الأعمال الجدارية والمجسمة،حيث أمكن أن يجد افكارا ترتبط بعالمه المجرد، حيث جرد الأشياء من مضمونها ليعطي مساحة واسعة من التخيل لتكوين مفردات جديدة .
فبناء الأفكار من المشكلات الأساسية التي تواجه الفنان، وقد تستغرق وقت في ظل التفكير التقليدي، واذا وجدت الافكار اصبح كل شئ سهل، وفي بعض الاحيان تكون التقنية والخامة مدخل للابداع وهي من المداخل التي سمح بها الفن المعاصر، ولكن لا تكتمل الفكرة في ضعف من التقنية والممارسة، وهو ما يجعل الافكار جزء وليس كل.
لقد حاول الفنان الأستفادة من الامكانات المادية في تجسيد افكاره الاولية، وهو مااستغرق وقت من التجريب و البحث عن حلول و بدائل لتوصيل الفكرة .
تبلورت الأفكار الأولى للدكتور حسين عبد الباسط حسن في مرحلة دراسة الدكتوراةوالتى كانت ترتبط بالخيال العلمي، حيث كان ايمانه بأن الفن التشكيلي له دور ممتد في حياتنا ليس من جانب الفكرة فقط بل من جانب التقنية والمهارة التي يمتلكها الفنان، وهو ما جعله يبحث عن الافكار التي جمعت بين الخيال والعلم،و دراسة اثر الخيال علي نمو قدرات الانسان وتطوير حياته المادية، وكيفية استغلال ذلك في الوصول الي اشكال مبتكرة تفرض واقع جديد مرتبط بشخصيته.
وكانت دراسته للعناصر العضوية و المعالجات الصناعية مدخل لتنفيذ اعمال تحمل ذلك التضاد، و تم توظيفه بشكل فنى يحمل حلول غاية في الدقة من ناحية الدراسة الاكاديمية او المعالجات الحديثة، كما كان الاطلاع المستمر علي التطور التقني واقتناء ادوات تساعد علي تحقيق متطبات انتاجه من الضروريات التي ساعدت على تحقيق ذلك، و كانت الخامة المعدنية من اهم الخامات التي ساعدت في تحقيق حركة الشكل ويظهر ذلك من خلال المفاصل التي تميزت بها اعماله والتي حاول من خلالها ان ينقل احساس الحركة و غالبا ما كانت تميل الى الالية وتحقق تكوينات فراغية.
وكانت مرحلة المجسم من المراحل الهامة في مشواره الفني، حيث تطورت امكاناته الفنية، و تعامل مع الخامات المعدنية المختلفة بتقنيات تنوعت بين الربط والبرشمة واللحام، و كان سبك المعدن من الاساسيات التي اعتمد عليها في تلك المراحل، و كونت لديه خبرات متنوعة في تحقيق حركة المفاصل، وهى من مميزات تلك المرحلة، وقد استخدم الطرق المباشر لشرائح المعدن في تحقيق مجسماته و التي كانت تدور بين الكائن الحي والتكنولوجيا، هذه الصلة المفقودة التي كان يبحث على تأكيدها في ظل غياب الوعي بها في عالمنا الثالث .
المعرض مسيرة فترة زمنية تختلط بين مراحل فنية سابقة واخري لاحقة، وهو ما يمثل عرض لتاريخه الفني، يحمل مراحل تفكير ودراسة محملة بالتقنية والتجريب في العديد من الخامات، وهو ما جعل مراحل انتاج السنوات العشر الاخيرة مراحل استقرار فني، تدور حول المسطح او الجدارية، والتي استخدم فيها التحليل الهندسي بكثرة وموضوعات تعبر عن فكر مجرد يرتبط بالسواكن المحيطة من اسطح وصخور ومسطحات مائية للبحث عن علاقة غير تقليدية، توجد افاق تشكيلية تختلط بين واقعية المعالجة وخيالية التجريد، لتوجد علاقة جديدة تفرضها الخامة ذات الاسطح الناعمة و الملامس البارزة.
وحول هذا المعرض يقول الدكتور أشرف العتبانياستاذ تاريخ الفن والتذوق :بأسلوب متفردعبر فلسفة تنتهج مفهوم التفكيك و التركيب بصياغة مختلفة، تجمع بين عدة اتجاهات، فعلاقة الاضداد والجمع بينهم من اهم معايير فنون ما بعد الحداثة، وهذا ما نراه في هذا المعرض، حيث تمكن الفنان الدكتور حسين عبد الباسط منالجمع بين الطبيعيو الصناعي،الساكن و المتحرك، الهندسى و العضوى،القوة و المرونة ،الوحدة و الانفصال، والكتلة والفراغ وهذا يشكل صعوبة فنية تستوجب ايجادحلول جميلة للطرح و معالجات بأسلوب واضح باستعراضو انتقاء عناصر ورموز هياقرب للجماد ولكنهاحملت و عبرتعن احاسيس ومشاعر انسانية، فى حالة الانقسامو التوالد و الازدحام و الانكماش، وهذا ما ظهر جليا في بعض الأعمال.
ولكن تنوع العرض فرض اسلوب مضاد ايضا لهذا الأتجاهعلي المتذوق، حيث فكرة التلخيص الشديد والتجريد هو طرح لنموذج يزكرنا بأعمال “قسطنتين برانكوزى”، ولكنفرض اشكاللاجزاء معدنية لم تكن سابقة التجهيز، فالعمل الفني كاملا مسئولية الفنان عن كل جزء فيه وهي تجمل جزء منابداعه ورؤيته بشكل كامل، وهذاما ساعد ان تكون هناك حلول مستحدثة لطرح فكرة الطائر، ولكن ايضا نريان الفنان قد استفاد من مفهوم التضاد ايضا في الملمس و جمع بين الناعم و الخشن و المتماسك و المفرد و استعان ايضا في اعمال الرليف التجريدى باسلوب تلوين يزيد من علاقة البارز و الغائر. واخير هذه دعوة للاستمتاعبرؤية مميزة لفنون ما بعد الحداثة. وفقا لما نشر بصحيفة البشاير.
Copyright © 2021 artsgulf.com All Rights Reserved.
جميع الحقوق محفوظة لـ ترانا لتقنية المعلومات