أكد الفنان سلمان المالك مدير مركز الفنون البصرية التابع لوزارة الثقافة والرياضة ان المركز أبرم حتى الان مجموعة كبيرة من الشراكات مع العديد من مؤسسات الدولة، يأتي في مقدمتها القطاع التعليمي، حيث وصلت عدد المدارس التي تم التعاون معها لصقل طلابها إلى 30 مدرسة، ومازال العدد في ازدياد، فضلاً عن عقد عدد كبير من الشراكات مع جهات معنية مختلفة في الدولة لرفدها بكل ما هو جديد في عالم الفنون البصرية، وذلك في إطار خطة المركز لنشر الفن التشكيلي، وتحقيق أهداف وزارة الثقافة والرياضة بالوصول إلى مخرجات تتفق وتحقيق شعارها القائل “نحو مجتمع واع بجسم سليم ووجدان أصيل”.
وقال المالك إن مركز الفنون البصرية يرتكز على مبدأ عدم ازدواجية المهام، فبينما تقدم الجهات المعنية بالفنون التشكيلية خدمات من نوع معين للجمهور، يقوم المركز بدور آخر ينحصر في الاهتمام بالمواهب الناشئة، وتأهيل فناني المستقبل.
كما كشف المالك في حواره عن العديد من التفاصيل بالمركز وما حققه من إنجازات خلال الفترة الماضية، ونوعية الورش المقدمة لمنتسبيه وطريقة اختيار المدربين وغيرها من القضايا التي تشغل عقول المهتمين بالفنون البصرية.
·ما هي خطط المركز في المرحلة المقبلة؟
-المركز يواصل انخراطه في عمله الهادف إلى نشر الفن التشكيلي، ومن خلال برنامج أطلقنا عليه “اكتشاف المواهب ورعايتها” يتم العمل على قدم وساق من أجل تكوين قاعدة جماهيريّة للفن التشكيلي قوامها الناشئة من الموهوبين والمتذوقين، ولا نألو جهدا في الذهاب لنشر الفن في أي مكان، فلا ننتظر أن يأتي إلينا الموهوبين بل نذهب نحن لنبحث عنهم بأنفسنا، ونعمل على نشر الفنون التشكيليّة بدء من الإهتمام بالبراعم وطلاب المدارس، مروراً بالشباب وصولاً إلى تقديم المزيد من الاهتمام بكل محبي الفنون التشكيلية، وتحقق الدورات التي يقيمها المركز باستمرار أهدافها بالوصول إلى مخرجات تتفق وأهداف وزارة الثقافة وتحقيق شعارها القائل “نحو مجتمع واعي بجسم سليم ووجدان أصيل”، بما يعود على المشهد التشكيلي في قطر بالفائدة المرجوة، وفي الوقت الذي نحرص فيه على إستمرار استقبال الزيارات المدرسيّة لساحته بغرض تنمية ذائقة الأطفال الفنية، نذهب كذلك إليهم وإلى أي مكان تتواجد فيه الناشئة وهي الفئة المستهدفة بالأساس من أجل إكتشاف المواهب من بينهم، وإقامة ورش لهم تدعم وتطور مواهبهم وتساهم في إكتشاف كوادر مستقبلية جديدة في مجالات الفن التشكيلي المختلفة.
·ما هي النتائج التي تم تحقيقها حتى الآن في المركز؟
-نفذنا خلال الأربعة شهور الماضية ورش إبداعية لأكثر من 30 مدرسة بالتنسيق مع وزارة التعليم، وذلك عبر خطة طموحة تهدف لإكتشاف المواهب، ولا يقتصر الأمر على الاكتشاف فقط بل يمتد للرعاية أيضاً، ويتم تحديد فترة الورشة تبعاً لمدى التعاطي والتفاعل وما يحتاجه الموهوبين حتى يصلوا لأفضل مستوى، علماً بأننا ننتقل بمدربينا وأدواتنا لمقرات الموهوبين في المدارس أو ما شابه، حيث نبحث بانفسنا عن الموهوبين ولا ننتظر بحثهم هم علينا.
·كيف يتم إختيار نوعية الورش؟
-يتم إختيارها تبعاً لما نلاحظه من نقص في صنف بعينه من أصناف الفن التشكيلي، وعلى سبيل المثال فإن حرصنا على إقامة ورشة في فن الحفر الطباعي أو في الخزف يرجع لكوننا قد وجدنا أن تلك النوعية من روافد الفنون البصرية لا تلقى إهتماماً كافياً داخل القطاع التعليمي، فهي غير متداولة في حصص التربية الفنية وبالتالي وجدنا أن هناك مهارات تكاد تكون معدومة فالطالب قد ينهي المرحلة الثانوية ولم يتعرف على تلك النوعية من الفنون البصرية، في حين أنها تعد من الفنون المثيرة للطالب بما تملكه من استفزاز عقله، ودفعه لما يشبه التحدي مع ذلك الجسم الآخر المتمثل في الخامات التي يقوم بتشكيلها وهو ما يولد لديه العديد من المهارات اليدوية والفكرية، فالطالب من حقه أن يجرب، وعلينا أن نتيح له ذلك.
·هل سيقتصر دور المركز على تقديم دورات وورش للبراعم فقط؟
-نحن ضد إقامة أنشطة ترفيهية، ونرى أن لها أماكن أخرى، فنحن نقيم أنشطة فنية تربوية لها أهداف ومخرجات، ونستهدف فئات معينة، وهي تلك الفئات التي نعمل بكل ما لدينا على جعلها تنخرط في مجال الفنون التشكيلية بدء من إكتشاف الموهبة ثم صقلها فنياً ونحفزها لمواصلة الطريق ومن ثم نقدم لها الرعاية المناسبة حتى تأخذ مكانها على الساحة الإبداعية ثم تتولى أمورها جهات ومؤسسات أخرى كجمعية الفنون التشكيلية أو ما شابهها من الجهات التي تتعامل مع الفنانين.
·كيف يتم اختيار المدربين لمهمة تدريب الموهوبين؟
-نستعين حالياً بهيئة التدريس الموجودة في المركز، ولدينا خطة لاعداد برنامج ينضم الينا من خلاله الفنانون التشكيليون الكبار ليقوموا بمعاونتنا في إعداد المواهب الصغيرة، ويحمل هذا البرنامج مسمى “الفنان الزائر”.
·مع تعدد الجهات المعنية بالفن التشكيلي، هل ترى أن هناك تنسيقا بين كل تلك الجهات؟
-التنسيق موجود بالفعل، ونعمل دائماً على تجنب ازدواجية المهام، فكل منا يعمل في جانب لتكمل كل تلك الجوانب بعضها البعض، فبينما اخترنا نحن أن نكون جهة لتفريغ المواهب، وسلكنا الجانب التعليمي، نجد أن هناك من يعمل على إقامة ورش للفنانين وإطلاق مجموعة من الفعاليات الترفيهية التي تهدف لجذب الجمهور إلى الفنون التشكيلية وتعريف المجتمع به، مثل مركز واقف للفنون، وبينما يقوم مركز الفنون البصرية بتغطية جوانب غير موجودة في القطاعات الأخرى، نجد مظلة أخرى أهلية تتمثل في الجمعية القطرية للفنون التشكيلية، تقوم على رعاية الفنانين المتواجدين بالأساس على الساحة الإبداعية، وعلى ذلك النحو تعمل كل جهة على إفادة المجتمع من ناحية، علماً بأننا نمثل جزءا من العملية الفنية ودورنا يقتصر على مرحلة الاعداد اما إقامة المواهب وإعداد البرامج المتطورة المعنية بتطوير الفنانين.
– هل يحتاج مركز الفنون البصرية إلى دعم الجهات والمؤسسات الأخرى أم أنها تعمل بشكل منفرد في إطار تقديمها خدمات للموهوبين؟
-يحرص المركز على التعاون مع جميع الجهات المعنية في الدولة لرفدها بكل ما هو جديد في عالم الفنون البصرية، وبلا شك فإن إقامة مختلف الدورات، والبرامج الفنية التعليمية المتنوعة، يعكس اهتمام المركز بإقامة فعاليات ذات علاقة بين أكثر من جهة لرفدها بما تمتلكه من خبرات في مجال الفنون البصرية، وليكون المركز بمثابة حلقة تواصل مع العديد من المؤسسات في الدولة، والاستفادة من الفضاءات التي تقع تحت مسؤوليتها لرفد الساحة القطرية بالعديد من الإبداعات الفنية، وهناك الكثير من الجهات التي بدأ المركز في عقد شراكات وصيغ تعاون معها مثل مركز بداية، واللجنة العليا للمشاريع والارث، وقطاع التعليم، وغيرهم.. وفي النهاية يظل هدفنا هو اكتشاف المواهب، ما يجعلنا نسعى دائماً لتوفير بيئة صالحة ومناسبة تنمو فيها المواهب.
·ما هي سبل المركز لتقديم خدماته إلى فئة الكبار الذي يريدون تنمية مواهبهم التي أكتشفوها مؤخراً؟
لا يقتصر دورنا على تقديم البرامج الفنية للبراعم والناشئة، بل تمتد أهدافنا للكشف عن كل المواهب بإختلاف أعمارهم وتنمية أحساسهم بالفن والجمال وفي الوقت الذي نرعى فيه المواهب الصغيرة نفتح باباً آخر للمنتسبين من الكبار الذين يرغبون في ممارسة الفن، وعلى ذلك فقد وفرنا نموذجين موجودين على صفحات التواصل الإجتماعي الخاصة بالمركز، الأول هو نموذج موهوب وهو يتوفر لأبنائنا الصغار، والثاني نموذج منتسب وهو متاح للكبار وكلاهما مجاني ومتوفر للجميع. وفقا لما نشر بصحيفة الراية.
Copyright © 2021 artsgulf.com All Rights Reserved.
جميع الحقوق محفوظة لـ ترانا لتقنية المعلومات