كشفت المؤسسة العامة للحي الثقافي كتارا عن تفاصيل مشروعها الخاص بخط المصحف الشريف “القرآن” على يد خطاط قطري، جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده سعادة الدكتور خالد بن إبراهيم السليطي المدير العام وسط حضور إعلامي بارز.
وقال د. السليطي: إنّ مشروع كتارا لخط المصحف الشريف بيد خطاط قطري مشروع فريد يُعد من أشرف الأعمال وأنبلها، وهو يحتاج في تنفيذه الكثير من السمو الروحي والمهارة والإبداع والدقة، مبيناً أنّ هذا المشروع سيكون عملاً مميزاً تتفرد به دولة قطر، ذلك لأنه سيكون آيةً في الجمال، خطاً وزخرفةً وتنسيقاً. كما أنه يختلف عن بقية المصاحف في العالم، كونه أول مصحف يُخَط على يدِ خطاط قطري تمّ اختياره من قبل لجنة متخصصة من بين الخطاطين القطريين.
وإثر المؤتمر الصحفي، تم الإعلان عن الخطاط الذي سيحظى بهذا الشرف وهو الخطاط القطري راشد بن مبارك الإبراهيم المهندي، والذي تمّ اختياره لما اتصف به حرفه من قوة وسلاسة ودقة، وذلك بعد أن استوفت اللجنة المعتمدة لترشيح الخطاط كل الشروط والمعايير المطلوبة.
وأكّد مدير عام كتارا أنّ هذا المشروع يتميز بالعديد من المواصفات التي تركز على جماليات الكتابة والخط وتبرز الجوانب الفنية للزخارف، بالإضافة إلى أنّ المصحف الشريف سيكتب بخط النسخ على أوراق مصنوعة يدوياً “واسمها مقهر “بطريقة تتميز بالقوة والوضوح والبساطة وسهولة القراءة، وسيتم كتابة لفظ الجلالة باللون الأدعم والذي يرمز للون علم دولة قطر. وقد حُدِدت الفترة الزمنية للانتهاء من هذا المشروع بعامين. كما سيتم توثيق جميع خطوات العمل على هذا المصحف تلفزيونياً وذلك بالتعاون مع تلفزيون قطر. ورداً على أسئلة الصحفيين أوضح الدكتور السليطي أنّه تم اختيار الخطاط الذي سيتشرف بهذه المهمة من قبل لجنة متخصصة ورفيعة المستوى وعلى درجة كبيرة من الاطلاع على المستوى الفني للخطاطين وأعمالهم وتولت تزكية أكثرهم مهارة وإبداعاً. أما بخصوص المرحلة التي ستلي خطَّ المصحف وهي مرحلة المراجعة، فقد أكد الدكتور السليطي أنه سيتم التعاون مع الجهات المتخصصة حتى يخضع هذا المصحف إلى المراجعات الضرورية كما جرت عليه العادة وبما يليق بالمصحف الشريف. وأكد مدير عام كتارا أن هذا المشروع يأتي للاحتفاء بكتاب الله عز وجل وتعزيز مجهودات الخطاطين القطريين وتأكيد حضورهم في هذا المجال.
راشد المهندي: تفرغت عامين والمهمة شاقة جداً
كتب ـ مصطفى عبدالمنعم: قال راشد المهندي: إن المشروع كان بمبادرة من الإخوة في كتارا وعبارة عن مسابقة في خط النسخ لكتابة صفحة من المصحف الشريف وتقدمت للمشاركة مع العديدين من الخطاطين، وبفضل الله نالت صفحتي الجائزة الأولى وتواصلوا معي في كتارا، وتحدثت مع الدكتور خالد السليطي، وأكد لي أن هناك مشروعاً أكبر من المسابقة وهو كتابة مصحف خاص بقطر مميز في كل شيء، وبالفعل وافقت وحصلت على تفرغ لمدة سنتين وهي الفترة المحددة تقريباً وربما تنقص أو تزيد، ونسأل الله التيسير والسداد.
وأكد المهندي أن المصحف سيتميز بأن من يكتبه خطاط قطري وسيُصّنع له ورق خاص بمصحف قطر، وأيضاً من حيث الإخراج سيكون مميزاً بل سيكون قطعة متحفية من جميع النواحي وسيصنع الورق بشكل خاص لهذا المصحف وسيكون بهوية قطرية خالصة، بحيث يعرفه من ينظر إليه أنه من قطر.
وحول أسباب تميزه عن غيره في مسابقة النسخ أوضح المهندي أن أجود المصاحف كتبت بخط النسخ واعتبارات التقييم متعددة ولكن أهمها الاعتبارات الفنية وتناسق الحروف والقواعد الجمالية، وتناسق الحرف مع الذي يليه ثم تناسقه في الكلمة وتناسق الكلمة في السطر نفسه، بحيث يكون فيها وضوح وجمال ولهذه الأسباب يتم التفضيل بين الخطاطين.
وقال المهندي: المهمة شاقة جداً وأتمنى من الله التوفيق، خاصة أن كتابة المصحف كاملاً دون أي تدخل طباعي أو كمبيوتر أمر يزيد من صعوبة المهمة، وأكد أن في حالتنا كل شيء من الألف للياء مكتوب يدوياً ولا مجال للخطأ وإلا سيُعاد كتابة الصفحة كاملة من جديد.
وحول ما إذا كان سيستعين بمشورة الخبراء من الخطاطين، قال: سأستعين بمشورة الأساتذة والخطاطين المعروفين فأنا مقبل على مشروع كبير وأعتبر نفسي مازلت أتعلم، وما خاب من استشار. وفقا لما نشر بصحيفة الراية.
Copyright © 2021 artsgulf.com All Rights Reserved.
جميع الحقوق محفوظة لـ ترانا لتقنية المعلومات