يعتبر الخط العربي ركنا أساسيا من أركان الفنون الإسلامية إذ لا نجد عملاً من أي فن إسلامي إلا وللخط العربي فيه حضور. ولم تكن المكانة المتميزة لفن الخط العربي لدى المسلمين إلا بسبب ارتباط هذا الفن بالإسلام حيث تدوين القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة.
كما يعتبر الحرف العربي بسحره وغموضه من أغنى ما قدمته الحضارة العربية إلى تاريخ الفن الأوربي فقد وصل الخط العربي إلى مختلف بلاد أوروبا مرتبطاً في ذلك بالثقافة العربية التي انتقلت إلى الغرب فما لبث الخط العربي أن لفت أنظار الفنانين الأوربيين فانبهروا بمظهره البديع وجماله الفني وقيمته التشكيلية الفائقة التي تعتمد على التناسق في تكراره والاتزان في تماثله فراحوا يقتبسون منه وينقشون حروفه على كافة الصناعات الفنية الأوربية فظهرت العبارات العربية على تيجان تتويج الأمراء والأباطرة وعلى الملابس الدينية لكهنة الكنائس كما كان الباب الشهير بكنيسة القديس بطرس بالفاتيكان الذي استغرق تنفيذه 12 عاماً قد امتلأ بالكتابات العربية على مصراعيه ومازالت متاحف أوروبا تمتلئ بالتحف والأعمال الفنية الأوروبية ذات النقوش والكتابات العربية.
ولا يعد الخط العربي مجرد وسيلة للكتابة باللغة العربية فحسب، بل إنه فن جميل يجسد الإبداع في أرقى أنواع الفنون التشكيلية، وتُبرز الكتابة مدى التطور الجمالي لطريقة رسم الحروف، لكنها في الخط العربي تتميز بطابعها الفني الذي جعلها تحتل مكانتها الخاصة ضمن المنظومة الفنية العالمية.
ومن هذا المنطلق، يأتي اهتمام المركز الشبابي للفنون بالخط العربي، حتى جعل منه قسماً خاصاً، يتدرب خلاله منتسبوه على مختلف أنواع الخط العربي، فيبدعون ويتألقون بفنون بصرية، وعكسوا ذلك بمعرض فني للخط العربي، ينتظر افتتاحه خلال أيام.
المعرض يأتي بعنوان “في حب الرسول صلى الله عليه وسلم”، ويأتي استمراراً لسلسلة معارضه الفنية، التي يشارك فيها منتسبوه، بما يتفق مع توجيهات وزارة الثقافة والرياضة في تنمية مواهب الشباب القطري، ورفد الساحة القطرية بأعمالهم. وفي هذا السياق، يؤكد الفنان سلمان المالك، رئيس مجلس إدارة المركز، أن هذا المعرض يأتي ضمن المعارض المتخصصة التي ينظمها المركز من حين لآخر، وتستهدف إثراء الحياة التشكيلية في قطر، وتعد مقتنياته نتاجاً لورشة سبق أن أقامها المركز قبل شهر رمضان المبارك، شارك فيها عدد من منتسبي المركز، واستمرت على مدى ثلاثة أيام.
وتابع: إن المعرض يأتي في إطار حرص المركز على إشباع حاجات الجميع للمعرفة بمختلف مجالاتها، ومساعدتهم على التخيل والابتكار والتعبير عن ذواتهم، واتباع أساليب البحث والدراسة والتقييم والمتابعة للتعرف على الاحتياجات المتجددة في مجالات الإبداع الفني، والإسهام في إعداد الموهوبين، وتهيئة كل ما يمكنهم من تحقيق النمو والتطور، وبما يؤهلهم أيضاً للقيام بدورهم في المجتمع. موضحاً أن المعرض يجيء أيضاً في إطار حرص المركز على إكساب المنتسبين القدرة على التواصل فيما بينهم، والمشاركة في الأعمال الجماعية والأنشطة الفنية، لتحقيق الأهداف الاجتماعية السامية وتنمية روح المشاركة لديهم.
ومن جانبها، قالت الفنانة أمل الجابر، عضو مجلس الإدارة وأمين السر العام للمركز، إن المعرض المرتقب يعكس أهمية الخط العربي كونه ركناً أساسياً من أركان الفنون الإسلامية، خاصة أنه لا يوجد عمل فني إلا وحضر فيه الخط العربي بشكل مميز. مؤكدة أن “المركز قام بتوفير كافة الإمكانيات اللازمة لإتمام هذه الورشة على الوجه المطلوب لتحقيق أهدافها، على نحو ما سيشهده المعرض، وذلك بأن يقابل الورش النظرية برامج أخرى تصب جميعها في اتجاه رفد الحركة التشكيلية القطرية بكل ما هو مبدع وواعد”.
وأضافت أن المعرض سوف يسهم في رفد الحركة التشكيلية القطرية بكل ما هو مبدع وخلاق، “إذ إن المركز يستهدف من وراء إقامة مثل هذه الفعاليات تعريف رواده بأهدافه ورسالته، عبر جانبين الأول نظري، والآخر عملي، إذ يتمثل الأول في التعريف بالمركز، بينما يتمثل الآخر في الورش المتنوعة، التي يقيمها المركز لمنتسبيه”. وفقا لما نشر بصحيفة بوابة الشرق .
Copyright © 2021 artsgulf.com All Rights Reserved.
جميع الحقوق محفوظة لـ ترانا لتقنية المعلومات