عملات فلسطينية وعثمانية وطوابع بريدية نادرة حملت اسم فلسطين بتسعيرات مختلفة، وأثواب تقليدية متنوعة وأدوات منزلية عتيقة، حضرت في قاعات مبنى مركز البيرة الثقافي (مركز بلدنا الثقافي سابقاً)، لتشكل معرض البيرة الأول للمقتنيات التراثية.
ويمكن المتجول في المعرض أن يبهر بما يحتفظ به البعض من كنوز في منازلهم، فهناك عملات نادرة تحمل اسم فلسطين، وتتنوع ما بين معدنية وورقية، وهي في مجملها من عشرينات القرن الماضي وثلاثيناته، سُكّت في فترة الانتداب البريطاني وتحــمل اللغتين العربية والإنكليزية.
وكان مفاجئاً أن سلطات الانتداب البريطاني أضافت لغة ثالثة إلى العملات الفلسطينية هي العبرية.
وهناك الطوابع البريدية التي تحمل بمجملها اسم «فلسطين»، وبعضها لا نسخ منها في فلسطين خصوصاً ذلك الطابع البريدي المسعر بجنيه فلسطيني واحد، ويعود إصداره إلى عشرينات القرن الماضي. ولا يتوقف المعرض على ذلك، فهناك الفخاريات القديمة والأواني المنزلية وسلال القش وأجهزة الكترونية قديمة منها أكثر من مذياع (راديو) يعود بعضها إلى أوائل القرن الماضي.
ولم يخل المعرض من الملابس التراثية خصوصاً الأثواب الفلسطينية التقليدية المطرزة، علاوة على «أكسسوارات» وحلي، ونسخ قديمة وبعضها نادر من المصحف، إضافة إلى نسخ من كتب تراثية ودينية تعود إلى قرون، منها ما هو صادر في حقبة الحكم العثماني، وصور لمبان أثرية وتاريخية.
واشتمل المعرض على ندوات في الساحة الخارجية للمركز، وهي التي شهدت مبادرات لإحياء بعض الألعاب الشعبية الفلسطينية وترويجاً للمأكولات الشعبية، إذ عملت جمعية إنعاش الأسرة، وهي من أبرز المؤسسات النسوية الفلسطينية، على تسليط الضوء على الألعاب الشعبية القديمة من خلال ممارستها وشرح آليات كل لعبة وقوانينها للأجيال الشابة وللأطفال، إضافة إلى إعداد أعضاء في الجمعية خبز «الشراك» على الصاج، بالإضافة إلى تحميص القهوة وصنعها طازجة على الطريقة الفلسطينية القديمة أمام الحضور، فكان المعرض بمثابة لوحة تراثية فلسطينية متكاملة تناولت جوانب مختلفة من التراث الفلسطيني.
وأشارت نائب رئيسة الجمعية نهلة بسيسو إلى أن هذه المشاركة تصب في أبرز أهداف الجمعية، وهو الحفاظ على التراث الشعبي الفلسطيني من السرقة والضياع والانتحال، خصوصاً أنها تعتبر التراث أصيلاً للأجيال القادمة لا يجوز نسيانه أو التفريط به. وهو ما أكده سالم بادي الذي يعمل في الدائرة الثقافية في بلدية البيرة.
ولفت إلى أن أهمية المعرض تكمن ليس في إحياء التراث فحسب، بل في التأريخ للهوية الوطنية الفلسطينية التي تعاني خطر السرقة من جانب سلطات الاحتلال الإسرائيلي، وتشجيع الفلسطينيين على نشر الكنوز التي يحتفظون بها في منازلهم. وفقا لما نشر بصحيفة دار الحياة.
Copyright © 2021 artsgulf.com All Rights Reserved.
جميع الحقوق محفوظة لـ ترانا لتقنية المعلومات