حجارة تنطق بمعاناة شعب، مجسدةً همومه وأحزانه، معبرةً عن أمال وطموحات من شردتهم الحرب، إنها حجارة “صافون”، التي ولدت من حضارة “أوغاريت”، تلك المملكة السورية القديمة، التي نشأت بمدينة اللاذقية على ساحل البحر الأبيض المتوسط.
سيدة تحمل طفلًا رضيعًا على ظهرها، أطفال يحاولون دخول مدرستهم للتعلم، ولدان يلعبان غير مباليين بما حولهم، لاجئون يعانون من ويلات الحرب، ولد وبنت يقبلان بعضهما رغم الدمار، تلك بعض النماذج من أعمال نزار علي بدر النحات السوري الذي حاول من خلال استخدامه للحجارة وبالتحديد حجارة “جبل صافون”، أن يصف الحرب الدائرة في سوريا، وأن ينقل معاناة الشعب السوري.
ألوان وأشكال حجارة “صافون” سلبت قلب نزار فيتحدث عنها بولع: “الحجارة ليست مجرد أصنام غير ناطقة بل هي ممتلئة بحياة وشاهدة على دهور من إنجازات وإخفاقات الشعب السوري”.
حب نزار للطبيعة منذ الصغر هو ما شجعه على عمل أكثر من عشرة آلاف لوحة فنية مستخدمًا الحجارة: “كنت أقضي يومي بين الحجارة أراقب اشكالها، محاولًا فك أبجديتها ومعرفة لغتها”.
عشق “أوغاريت”، هو المحرك الأساسي لنزار في فنه، فيقول “أوغاريت أذهلتني وعشقتها منذ الصغر فهي دائمًا حاضرة بعلمها وأدبها وتنظيمها”، مضيفًا أن المحبة التي تعلمها واستنشقها في وطنه، هي أحد القواعد التي قام عليها فنه، الذي يهدف بالأساس إلى نشر المحبة والفرح في قلب كل سوري.
“انشر إبداعاتي لأجل وطني، لأجل كل عاشق، لأجل كل مظلوم فقير مقهور” هكذا يعمل نزار بكل حب، واصفًا نفسه بأنه “المُنتقى” من قبل أسلافه الأوغارييتين، لتنفيذ أعماله التي يعدها انتصارًا للحق والخير على الباطل والشر.
لم يكن المال أو الشهرة يومًا ما هدفا لنزار كما يروي، بل أن وصيته هو أن تترك أعماله للأجيال القادمة، كهدية جميلة لأطفال ولدوا في زمن دمر فيه وطنهم، فيقول “سأترك أعمالي لتفتخر بها هذه الأجيال”.
لا ينوى نزار الرحيل عن وطنه مهما حدث به، ومهما لحقه من دمار، فيختتم كلامه قائلا ” أنا سورى ومتشبث بوطنى، لن أرحل، هنا ولدت، وبترابه المقدس سأدفن”. وفقا لما نشر بوكالات.
Copyright © 2021 artsgulf.com All Rights Reserved.
جميع الحقوق محفوظة لـ ترانا لتقنية المعلومات