قد يشيد الفنان عالماً صغيراً جميلاً وممكناً بيده, غير انه يحاول اكثر من مرة ان يرعاه قبل ان يجعله جزءاً من حياته ثم يجد له الكثير من المسوغات ليصبح في وضع يقنع الاخرين بانه انما يفعل ذلك ليشركهم معه في فرحة الخلق كما هو شعوره ازاء مايفعل وهكذا يصبح الصدق ليس هدفاً لدى الفنان وانما هو سبيله للوصول الى اعمق اللحظات التي تسكن فيه.
الفنانة الرائدة عشتار جميل حمودي واحدة من الفنانات التشكيليات اللواتي حققن حضوراً لافتاً في معارضهن التشكيلية المتنوعة ، ( الزمان ) التقتها في حوار عن مسيرتها الفنية
ماهو المكون الأساس لخلق فنانة تشكيلية ذات فرشة خاصة بها؟
أولا من الضروري توفر الابداع عند الفنان، وبعدها يجب دعم ذلك الأبداع بالدراسة لأصول الرسم التشكيلي أو لبقية المجالات الفنية الأخرى مثلاً اذا كان الفنان نحاتاً او سيراميك.
ماهو دور الفنان والأب جميل حمودي في مسيرتك الفنية ؟
والدي كان هو من وجهني الى الفن وعلمني اصوله، وأكد كثيراً علي وبشكل مستمر ضرورة قراءة الكتب الفنية والأدبية وأيضاً زيــــــارة المتاحف .. اي كان يحثّني على الثقافة العامة لانها المؤثر الاساس في العمل الفني ولابد ان اقول ان لوالدي آثراً كبيراً على ثقافتي الشخصية وأحساسي الفني .
بماذا امتازت فرشة عشتار جميل حمودي ؟
فرشاتي امتازت بعكس شخصيتي، وأستقلاليتي في الرسم وبالوانها المتميزة واسلوبها الخاص، وهذا ما أكده الكثير من النقاد الذين واكبوا مسيرتي الفنية حيث أجمع الكثير على خصوصيتي في الرسم وأختيار الفكرة واللون.
ماهو الافق الذي تراه حمودي للفن التشكيلي العراقي؟
لاشك ان هناك محاولات جيدة لكنها في الحقيقة محاولات قليلة، والسبب وراء ذلك الظروف التي يمر بها الوطن والتي تؤثر حتماً على ابداع الفنان، ولابدلي أن أشير الى ظهور طبقة جديدة من الفنانين الذين يسمون انفسهم بالتشكيليين وهم ابعد الناس عن ذلك ولاتوجد لديهم أي إبداعات فنية،ويجب أن تكون هناك لجان تقيم معتمدة، لتقييم الرسومات الفنية وخاصة فيما يخص الفن التشكيلي.
الفنانة عشتار جميل حمودي تقدم وعبر معارضها التي تثابر على تقديمها كل عام المراسيم المقدسة تكون شيئاً من هذا التوجه الذاتي فهي لاتسجل برؤيتها الانطباعية ماتراه فحسب ، وانما تضع في لوحاتها وملوناتها المائية شيئاً ينتمي الى المخيلة وكثيراً منها يشبه تذكارات الماضي التي مرت بها لماما وهي ماتزال تمضي في رحلتها التي تضيء وتشف من وراء ظلمة الامس الذي غاب.
مثل هذه البيوت المتعانقة التي تشيدها تأليفاً من حقيقة ووهم تحاول ان تسبغ عليها شيئاً من ذاتها لتجعلها مقنعة في الجانب الابعد من عاطفتها تحبه هو النخيل والاشجار التي تعيد وصفها بما تشاء من تكوينات منظومة تصعد فيها الى اعلى من الافق المنظور لتبدو المآذن والقباب من خلفها استعادت عذبة لكل مافي الماضي من الغاز محيرة لاتعرف عشتار الا ان تصفها بلغتها الخاصة التي اكتشفها وهي صغيرة في مرسم والدها الفنان ووجدت ان مفرداتها قد تحمل الواناً ورموزاً جديدة تؤكد بحد السكين كيف تجعلها شفيفة وعميقة في آن واحد وما بين محاولة واخرى تريد ان تخرج من تلك الاطر الماضية وحتى من المرسم الذي وضع اللون والسكين والفرشاة بين يديها وجعل من كل هذا قدرها ونظراً لحساسيتها تجد مناصاً في التعبير عن المنظور الا باقتطاع اجزاء متعارضة منه وتكثيفها بطبقات من تلك الالوان التي تشتد عمقاً كلما أوغلت في التذكير بالظل الذي يعرفه كل من عالج الطبيعة في الفن العراقي.
ومن تابع مسيرة عشتار الفنية يتذكر دون شك انها تظاهرت بهذا اللون من التزويقات منذ معرضها الاول الذي اقيم لاعمالها في المتحف الوطني للفن الحديث عام 1970 ثم تبعها في هذا المنطلق بعض الفنانين الاخرين هذه حقيقة تاريخية لامجال لتناسيها مثلما حاول بعضهم ان يفعل قبل ايام ولابد هنا من ذكر الفارق بين اسلوب عشتار وطريقتها في نقل وتوليف القصيدة تشكيلياً واساليب الفنانين الاخرين الذين افادوا من فكرتها ومن تجربتها دون شك .
ولوحات عشتار التي تستوحي القصائد الشعرية او تتضمنها لاتهدف الى استحياء الخط العربي والاستفادة منه عنصر في البناء التشكيلي كما هو الحال عند الفنانين الذين يستلهمون الحرف في فنهم التشكيلي الا انها كانت قد مرت بهذه التجربة وانضجتها عبر لوحات عديدة شاركت ببعض منها في معرض البعد الواحد. وفقا لما نشر بصحيفة الزمان العراقية.
Copyright © 2021 artsgulf.com All Rights Reserved.
جميع الحقوق محفوظة لـ ترانا لتقنية المعلومات