كشفت رسامة الكاريكاتير الإماراتية آمنة الحمادى، أنها تعرضت لتهديدات من بعض الأفراد المنتسبين لتنظيم “داعش” الإرهابي، بعد أن رسمت لوحتها الكاريكاتورية “عاصفة الحزم”، تطالبها بالتوقف عن الرسم أو التعرض للتنظيم، مؤكدًة أنها لم تتراجع عن موقفها طالما تؤمن به، بحسب قولها.
ورأت “الحمادى” فى حواراها لـ”بوابة الأهرام”، أن تلك التهديدات ليست إلا ضريبة طبيعية للفن، وأنه كثيرًا ما تعرض رسامو الكاريكاتير لتهديدات وصلت للقتل كاغتيال الفلسطينى “ناجى العلى”.
وتنتقد الحمادي انخفاض مستوى مشاركة المرأة بفن الكاريكاتير، في حين ترى أن السبب يكمن فى حاجة هذا الفن إلى أسلوب معين في الطرح وجرأة في الأفكار والنقد الساخر، مضيفة، قد يكون العزوف أيضا بسبب الخشية من الردود العنيفة والهجوم القاسي على الرسامين من خلال من يخالف المطروح ويعترض على ما نقدمه.
وأردفت: أما الآن فإن ارتفاع الوعي في المجتمعات ساهم بدخول المرأة لهذا المجال ولأنها تمكنت من أدواتها، ولم يعد هذا الفن حاليا قاصرًا على الرجل، و في دولة الأمارات دخلت المرأة شتى ميادين العمل بفضل نهج “زايد”، لذا نجد لدينا السفيرة و الوزيرة والقاضية والطيارة المدنية والحربية.. إلخ فلم يعد هناك فرق.
لافتة إلى أن وقوف الدولة وراء المرآة هو ما دفعها لدخول هذا المجال بدون أي صعوبة، ومن منطلق الحس الوطني والإنساني و رؤيتها لمعاناة الجميع من الثورات في الوطن العربي، “حيث دفعني هذا للمشاركة برسومات لتوضيح وجهة نظري”.
وأردفت: قررت إحياء ذكرى بعض شهداء الثورة حيث قدمت بورتريه للحسيني أبو ضيف عندما تم اغتياله. بالنهاية لا يوجد فرق بين المرأة والرجل، فالكاريكاتير فن يعتمد على جودة الفكرة و الرسمة، مؤكدة أن فن الكاريكاتير تنفيس عن حالة معينة، لافتة إلى ضرورة وجود منافسة بينه وبين الفنون الأخرى لكي تدفع الفنان لتطوير منتجاته وأعماله وإبداعه.
وشاركت “الحمادي” فى الملتقى الدولي الثاني للكاريكاتير، الذي عقد مؤخرًا بالقاهرة، واصفة إياه بـ”الحدث الذي يمثل حلم كبير لكل رسامي الكاريكاتير”.
وأضافت: أرى أن الملتقى الدولي الأول ولد عملاقا، حيث شارك فيه 250 فنانًا، أما الدورة الثانية فتميزت بالنجاح نتيجة زيادة عدد المشاركين وأعمالهم إضافة لوجود فنانين ذو قيمة فنية كبيرة من أمثال جورج بهجوري.
وتابعت: أشكر جمهورية مصر متمثلة بوزارة الثقافة و الجمعية المصرية للكاريكاتير على المبادرة في احتضان الملتقى الدولي, وعلى إهداء الملتقى لروح الفنانين طوغان و مصطفي حسين رحمهما الله تعالى.
تعود “الحمادى” لسنوات وتتذكر بداية علاقتها بفن الكاريكاتير وتقول: عندما كنت أرسم كارتون وأنا طفلة لم أكن لأقدمه بشكل جمالي، بل كانت لي عين ناقدة. تلتقط عيني الأشياء السلبية ومن ثم أعبر عنها بوجهة نظر كاريكاتيرية. وقد أتضح هذا بشكل صريح في الجامعة.
وتوضح: في أول معرض لي وانتقدت القضايا السلبية في الجامعة وعندما رآها المسئولون علت ضحكاتهم وتقبلوها بشكل ممتاز ومن هنا شعرت بعشقي لهذا المجال. وشعرت بنفسي وضرورة التعبير من خلال ريشتي والواني.
وعن مقومات رسام الكاريكاتير الناجح قالت لابد أن يكون مثقفًا و مطلعًا لأغلب المجالات، وأن يمتلك الخيال وله القدرة على ترجمة كل قضايا المجتمع بأسلوب ناقد، وان يتمتع بوعى حقيقي.
وبالنسبة لرسام الأطفال ترى أن عليه أن يتبع التبسيط في الخطوط بطريقة يحبها الطفل، بالإضافة إلى الألوان حيث تلعب دورًا كبيرًا فى عالم الطفولة. مضيفة، باللون يمكن لنا أن نجتذب الطفل قبل قراءته للموضوع، مع ضرورة الاقتراب من عالمهم ويعرف ما يحبونه وترجمة ذلك بخطوط و ألوان زاهية وجميلة.
وتكشف عن مصادر رسوماتها وتقول: بصفتي امرأة اعتبر نفسي نصيرة النساء ومن هنا أهتم بالمشكلات الاجتماعية وأساهم ايجابيا بها، كما استمد أفكاري أيضا من خلال البيئة المحيطة التي أعيش على أرضها ومن الناس و همومها، أو من مشكلة اقتنع بها أو قضية تستثيرني لرسمها.
تقدم المشهد التشكيلي بالإمارات وتعدد المزادات والفاعليات وترجع “الحمادى” السبب لأن الفن عنوان الحضارة لذا لدينا اهتمام بدولة الإمارات و خاصة بأبوظبي و إمارتى دبي و الشارقة، حيث ترُصد الجوائز لتشجيع الفن، بالإضافة إلى الدعم الكبير الذى توفره قيادتنا وتشجيعها للمواهب و تطويرها، مثل هذه الأمور لابد أن تثرى الفن لدينا، بخلاف وجود مواهب ممتازة .
وتشير “الحمادى” إلى رسامي الكاريكاتير الذين جذبتها تجربتهم ومنهم حامد نجيب رسام الكاريكاتير المصري من مؤسسي جريدة الاتحاد حيث ارتبط اسمه بها لمدة 37 عامًا، وتضيف: كانت رسوماته بمثابة قهوة الصباح لي. لخص لنا الأحداث العربية برسم وخط واع، هو شخصية ومدرسة بمفرده، أراه رساما رائعا.
يتبع منهج الفكرة أولًا ثم الرسمة، كنت أتابع صفحته الأسبوعية “ابتسامات الجمعة” بشوق بالغ، كما يرسم كاريكاتيرا اجتماعيا يعكس قضايانا في الإمارات بأسلوب ساخر ووعى كبير. كما عشقت رسوم الفنان حيدر محمد بجريدة البيان، وبرسم الفنان هارون في صحيفة دار الخليج. وفقا لما نشر بصحيفة بوابة الأهرام.
Copyright © 2021 artsgulf.com All Rights Reserved.
جميع الحقوق محفوظة لـ ترانا لتقنية المعلومات