يعصف الفنان «زياد جسّام» بالالوان لتطمس معالم الواقع الذي يمنحه صفة تخيلية يجبرها على التعبير النفسي الانفعالي الذي يقود اللون الى التشظي خارج حدود الملامح العامة، ليتركها طي الايحاءات الفنية التي تؤدي الىانفعالات وجدانية تثير حالات لونية بصرية يترجم من خلالها «زياد جسّام» تعابير الالوان الحارة والقوية بصياغة تجمع العناصر الفنية مع المفاهيم الملامسة تعبيريا لتجريد يحاكي الواقع بتخيلات ذات معاني تضج بالحياة، وبرونق لوني ذي علاقات مترابطة مع بعضها من حيث اتجاهات خطوط اللون والميلان مع الحركة الضوئية الانعكاسية، الناتجة عن قوة الالوان وخطوطها منجذبا نحو الواقع متخذا من الخيال منحى فني تعبيري يتواءم مع المفهوم المعاصر، المتحرر من نظم التشكيل وحدود الالوان وتدرجاتها النسبية المنسجمة مع توليفات الحركة المركبة بصريا كمشهد يحثه على المزج الفني المعاصر.
تفصح معاني الالوان في لوحات «زياد جسام» عن تآلف يوحي بالتناقضات التي تؤدي الى صياغة حبكة فنية تؤدي في تمثيلات الواقع الى تشكيل واقعي متخيل ضمن مشهد بانورامي يميل الى الدراما الرومانسية الفاعلة حركيا مع الاشكال والاحجام والمفردات الفنية، المضافة بنوع من دلالات رمزية تضيف الى المعنى الفني قوة بصرية تؤدي تعبيريا دورها الفعال في الايحاء الحركي الناتج عن تلاشي اللون وتشظيه سيميائيا. ان من حيث الحجم او الكثافة او شفافية الضوء المبهم في اجزاء متعددة من اللوحة حيث يعتمد على المزواجة الموضوعية في تركيب تصويري يطمسه الفنان» زياد جسام «بتجريد لوني يزيد من قيمة التعبير الوجداني، بتفاعل يختلط فنيا مع العناصر البصرية واختلاجاتها المثيرة، وبتضاد مركب تركيبا صياغيا يتلاحم مع الاجزاء، وبمقاربات تفصح انسجام مبني على مفهوم الكولاج وطمسه تشكيليا مع المفاهيم الاخرى.
معطيات جمالية مدعومة بدهشة تثير صدمة بصرية في لوحات الفنان «زياد جسام» ليحاول بعدها المشاهد استكشاف المعنى المترابط مع التكرار الايقاعي، لخلق توازنات بين الاضاد والابعاد الثنائية ، المجردة من الملامح ومن جدلية شخوص او عناصر يتركها حسيا للرائي، لمحاورته عبر الاختلاطات الشاعرية والرومانسية التي يدمجها وفق اسلوب جمالي يوظفه بتقنية تختلط فيها المفاهيم. انما تحقق الصدمة البصرية التي تجذب المشاهد الى عمق المعنى الفني وتفاصيله الانفعالية المؤدية الى خلق فضاءات زمنية تؤدي دورها الفعال في رؤية التلاحم اللحظي، المبني على قوة رومانسية الواقع المتخيل واختلاطاته الاسلوبية المحسوسة مرئيا بديناميكية حركية تقود الى تساؤلات فكرية واعية للشكل، والحجم، واللون والمساحة، والتدرجات التي تؤدي الى حوارات ثانوية متينة في مستوياتها وملامحها التعبيرية.
يسعى الفنان «زياد جسام» الى اختراق حدود اللوحة وتخطي النظم الاكاديمية في الفن التشكيلي، ليرفع من قيمة تمثيلات الواقع مبتعدا منه نحو الخيال الحالم برومانسية لا حدود لها تتمرد على شخوص اللوحة او عناصرها برمزية الالوان الاجتماعية المقيد بها، مما يجعله يتناغم مع التعبير اللوني ويتنافر مع حدود الخط الذي يميل مع الانفعالات العاطفية نحو الحركة المغمورة بظل والوان داكنة احيانا، فهي رغم قوتها تميل الى العتمة في اجزاء منها ليخفي مصطلحات الفن المعاصر المندمج مع التشكيل والتناقض البصري مع نظمه.
معرض الفنان «زياد جسام» (ziad jassam) في غاليري «لوسكريب لارماتان» (Galerie :Espace Le Scribe-l،Harmattan) في العاصمة الفرنسية باريس. وفقا لما نشر بصحيفة اللواء.
Copyright © 2021 artsgulf.com All Rights Reserved.
جميع الحقوق محفوظة لـ ترانا لتقنية المعلومات